نحن أمة تلعب في الحرب .. وتحارب في اللعب

هذه المواجهة الرياضية التي شغلت كل العرب على مدى أسبوع ,حتى أن يوم المباراة لفتني أن قناة البي بي سي في نشرتها المسائية كان خبرها الأول والتغطية الأهم ليس الوضع في اليمن ولا فلسطين ولا العراق ولا باكستان ولا أفغانستان(مناطق اللهب والحروب والاقتتال)إنما كان الخبر هو مباراة مصر والجزائر في القاهرة وما صاحبها وما سبقها من حرب إعلامية ضروس بين البلدين,وإذا أردتم فالقناة محقة أو لنقل معذورة, فقد كانت تلك المباراة وبالفعل (ويا للأسف)هي أهم خبر عند الشعوب من المحيط للخليج فمعظم الشوارع والمحلات كانت خاوية على عروشها والكل سيتابع المباراة (حتى من يكره الكرة)ولماذا؟السر يكمن في التجييش والتحشيد الإعلامي والنفسي على مدى أسبوع(وبالذات من المصريين) كونهم يمتلكون عشرات القنوات وكلها وظفت للمباراة,فقد دخلت عوامل سياسية وتاريخية وحروب(وهمية)بين شعبي البلدين, ما استدعى بعض المتعصبين لأن يرسلوا رسائل نصية لقناة (الكأس القطرية) (إنشالله تفوز مصر العروبة على الجزائر الفرنسية)!!وأنا فعلاً مندهش,كيف أن مخرج القناة يسمح بمسجات على هذه الشاكلة تبث للملايين والكل يعرف في الوطن العربي أن الشعب الجزائري هو أكثر الشعوب مقارعةً للمستعمرين وبالذات الفرنسيين(فهي بلد المليون شهيد)...إذن لماذا يتهم في عروبته؟الكرة هي السبب.

المهم أنني لست الآن بصدد الانحياز لطرف ولكن هذا الإهتمام والمعلومات أتت بناءً على أننا لم نتابع مباراة الذهاب في الجزائر لأنها(آنذاك) لم تكن بحساسية وأهمية هذه المباراة.

على كل حال,بعد فوز المصريين في القاهرة فإنه تمت المعادلة بين نقاط الفريقين ولذلك سيلعب الفريقان مباراة حاسمة هذه الليلة في الخرطوم(أرض محايدة),والفائز سيتأهل حتماً لكأس العالم.

وإذا لاحظتم فإن يوم المبارة كل القنوات الإخبارية(وليست الرياضية) تناولت مباراة الليلة وما سيجري, بما فيها المنار , لأن المباراة خرجت عن كونها مباراة, فغدت بالفعل معركة حقيقية بين الشعبين (ويا للأسف مرة أخرى)..

وكلكم تتذكرون حادثة تكسير باص اللاعبين الجزائريين وكذلك شتائم الجمهور..

اليوم لم يتبق أي زعيم إلا وتحدث عن هذه المباراة ,فقد تكلم فيها الشيخ القرضاوي والزعيم الجزائري عباس مدني والرئيس البشير ومجلس الشعب المصري.

كلنا تابعنا المباراة سواءً بشغف محبي كرة القدم أو بشغف الفضوليين..
لكن ما هو مهم جداً هو ما حدث بعد المباراة إذ أن أياً من الفريقين لم يقبل بنتيجة الهزيمة و المهزوم فتعاملوا مع الوضع بهستيرية وجنون وشغب ,وانهالت الحجج لتبرير أي شغب واشتباك قد حدث,وللاسف الوضع وصل للتعدي على سفارات كلا البلدين في القاهرة والجزائر..بل ما هو أكثر وأخطر..

لكن أفضل ما سمعته هو قول أحد الكتاب المصريين وهو يصف الحالة بكل ألم, وبدقة الباحث الإجتماعي, وبجملة واحدة تختصر الحالة التي وصلنا إليها نحن العرب حين قال:
((نحن أمة تحارب حين اللعب وتلعب حين الحرب))..

للاسف كل التداعيات والابعاد والخلفيات على مبارة *اللعب*بين مصر والجزائر
كلها تدعو للتشاؤم وخيبة الامل في امتنا العربية وتجعل الفرد المخلص يخلص في الدعاء
ويقول يارب الفريقين ينهزموا (ازاي معرفش)
يدعوني ذلك الى ان نتمثل فعلا ويطبق علينا قول القائل
نحن امة تحارب في اللعب وتلعب في الحرب
وانا اتساءل....................؟؟؟؟؟؟في البلدين
هل كان هذا الشحن المعنوي والاعلامي الصارخ او نصفه ايام غزو اليهود لغزة العام الماضي؟؟؟
هل كان هذا الشحن المعنوي والاعلامي الصارخ او نصفه ايام اعتداءات اليهود على المسجد الاقصى؟؟؟
هل كان هذا الشحن المعنوي والاعلامي الصارخ او نصفه يوم ان طعنت د/مروة الشربيني شهيدة الحجاب؟؟؟
هل كان هذا الشحن المعنوي والاعلامي الصارخ او نصفه يوم غزو الامريكان للعراق؟؟؟
هل كان هذا الشحن المعنوي والاعلامي الصارخ او نصفه يوم غزو الامريكان لافغانستان؟؟؟
هل كان هذا الشحن المعنوي والاعلامي الصارخ او نصفه الان لحصار اخواننا في عزة؟؟؟
هل كان هذا الشحن المعنوي والاعلامي الصارخ او نصفه يوم وفاة وغرق اعبارة (السلام 98)؟؟؟
هل كان هذا الشحن المعنوي والاعلامي الصارخ او نصفه يوم احتراق ركاب قطار الصعيد؟؟؟
هل كان هذا الشحن المعنوي الصارخ او نصفه...........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أترككم مع الصور فهي خير واصف للواقع...

مش هكي بس يا مافي انا منقهره حتي من عدد الجمهور اللي مشي يحظر المبارة
لو في قضيه مهمة تبيلها رجالة ماكانش حد مشي .,,والفلوس اللي صرفوهن بالملايين
وبلاد العرب مليانه مجاعه وفقر ,,الروح الرياضيه هذه حاجة اخري..والتخلف للأسف موضوع مافيش مهرب منه
كل مرة يأكدولنا إنهم بعيدين كل البعد عن الحظارة والتقدم ..

ربي يصلح حالهم بصراحة لأن الحال زاد والوضع تأزم

أحسنتي يا ازميرالدا هذا أكثر ما يؤسفنا