sloma
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجموعة فتاوي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله فى الدنيا والاخرة 5

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

مجموعة فتاوي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله فى الدنيا والاخرة 5 Empty مجموعة فتاوي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله فى الدنيا والاخرة 5

مُساهمة  الاطيوش الإثنين نوفمبر 10, 2008 11:04 am

( 161) سئل فضيلة الشيخ: كيف تدنو الشمس يوم القيامة من الخلائق مقدار ميل ولا تحرقهم وهي لو دنت عما هي عليه الآن بمقدار شبر واحد لاحترقت الأرض؟

فأجاب بقوله : إن وظيفة المؤمن – وهذه قاعدة يجب أن تبنى عليها عقيدتنا – فيما ورد من أخبار الغيب القبول والتسليم وأن لا يسأل عن كيف؟ ولم؟ لأن هذا أمر فوق ما تتصوره أنت، فالواجب عليك أن تقبل وتسلم وتقول : آمنا وصدقنا ، آمنا بأن الشمس تدنو من الخلائق يوم القيامة بمقدار ميل ، وما زاد على ذلك من الإيرادات فهو من البدع ، ولهذا لما سئل الإمام مالك- رحمه الله – عن استواء الله كيف استوى؟ قال : "السؤال عنه بدعة" هكذا أيضاً كل أمور الغيب السؤال عنها بدعة وموقف الإنسان منها القبول والتسليم.

جواب الشق الثاني بالنسبة لدنو الشمس من الخلائق يوم القيامة فإننا نقول:

إن الأجسام تبعث يوم القيامة لا على الصفة التي عليها في الدنيا من النقص وعدم التحمل بل هي تبعث بعثاً كاملاً تاماً ، ولهذا يقف الناس يوم القيامة يوماً مقداره خمسون ألف سنة لا يأكلون ولا يشربون ، وهذا أمر لا يحتمل في الدنيا ، فتدنو الشمس منهم وأجسامهم قد أعطيت من القوة ما يتحمل دنوها ، ومن ذلك ما ذكرناه من الوقوف خمسين ألف سنة لا يحتاجون إلى طعام ولا شراب ، فالأجسام يوم القيامة لها شأن آخر غير شأنها في هذه الدنيا.

(162) سئل فضيلة الشيخ : قلتم في الفتوى السابقة رقم "161" : إن الأجسام تبعث يوم القيامة لا على الصفة التي هي عليها في الدنيا، والله – عز وجل - يقول :: } كما بدأكم تعودون{ (1) فنأمل من فضيلتكم توضيح ذلك؟

فأجاب فضيلته : هذا لا يشكل على ما قلنا ؛ لأن المراد بقوله: } كما بدأكم تعودون{ من حيث الخلق فهو كقوله : } وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه{ (2) فالمعنى أنه كما بدأ خلقكم وقدر عليه فإنكم تعودون كذلك بقدرة الله –عز وجل - .

( 163) سئل فضيلة الشيخ : كيف نجمع بين قول النبي ، صلى الله عليه وسلم : "من نوقش الحساب عذب" . رواه البخاري من حديث عائشة ، ومناقشة المؤمن في قوله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول : أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا؟ فيقول : نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته" الحديث رواه البخاري؟

فأجاب رعاه الله وحفظه بقوله: ليس في هذا إشكال لأن المناقشة معناها أن يحاسب فيطالب بهذه النعم التي أعطاه الله إياها ، لأن الحساب الذي فيه المناقشة معناه أنك كما تأخذ تعطي ، ولكن حساب الله لعبده المؤمن يوم القيامة ليس على هذا الوجه ، بل إنه مجرد فضل من الله – تعالى – إذا قرره بذنوبه وأقر واعترف قال: "سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم" وكلمة نوقش تدل على هذا لأن المناقشة الأخذ والرد في الشيء والبحث على دقيقه وجليله ، وهذا لا يكون بالنسبة لله – عز وجل - مع عبده المؤمن بل إن الله تعالى يجعل الحساب للمؤمنين مبنياً على الفضل والإحسان لا على المناقشة والأخذ بالعدل.

( 164) وسئل فضيلة الشيخ – أعلى الله درجته-: كيف يحاسب الكافر يوم القيامة وهو غير مطالب بالتكاليف الشرعية؟

فأجاب بقوله : هذا السؤال مبني على فهم ليس بصحيح فإن الكافر مطالب بما يطالب به المؤمن لكنه غير ملزم به في الدنيا ويدل على أنه مطالب قوله –تعالى: } إلا أصحاب اليمين. في جنات يتساءلون .عن المجرمين . ما سلككم في سقر . قالوا لم نك من المصلين . ولم نك نطعم المسكين . وكنا نخوض مع الخائضين . وكنا نكذب بيوم الدين{ (1) فلولا أنهم عوقبوا بترك الصلاة ، وترك إطعام المساكين ما ذكروه ، لأن ذكره في هذه الحال لا فائدة منه وذلك دليل على أنهم يعاقبون على فروع الإسلام ، وكما أن هذا هو مقتضى الأثر فهو أيضاً مقتضى النظر فإذا كان الله تعالى يعاقب عبده المؤمن على ما أخل به من واجب في دينه فكيف لا يعاقب الكافر؟ بل إني أزيدك أن الكافر يعاقب على كل ما أنعم الله به عليه من طعام وشراب وغيره قال تعالى : } ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيها طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين{ (1) فمنطوق الآية رفع الجناح عن المؤمنين فيما طعموه ومفهومها وقوع الجناح على الكافرين فيما طعموه، وكذلك قوله-تعالى- : } قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة{ (2) فإن قوله : } قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا{ دليل على أن غير المؤمن ليس له حق في أن يستمتع بها في الدنيا. أقول : ليس له حق شرعي ، أما الحق بالنظر إلى الأمر الكوني وهو أن الله – سبحانه وتعالى- خلقها وانتفع بها هذا الكافر فهذا أمر لا يمكن إنكاره، فهذا دليل على أن الكافر يحاسب حتى على ما أكل من المباحات وما لبس ، وكما أن هذا مقتضى الأثر فإنه مقتضى النظر، إذ كيف يحق لهذا الكافر العاصي لله الذي لا يؤمن به كيف يحق له عقلاً أن يستمتع بما خلقه الله عز وجل وما أنعم الله به على عباده ، وإذ تبين لك هذا فإن الكافر يحاسب يوم القيامة على عمله ، ولكن حساب الكافر يوم القيامة ليس كحساب المؤمن لأن المؤمن يحاسب حساباً يسيراً يخلو به الرب عز وجل ويقرره بذنوبه حتى يعترف ثم يقول:له سبحانه وتعالى-: "قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم" أما الكافر والعياذ بالله فإن حسابه أن يقرر بذنوبه ويخزى بها على رؤوس الأشهاد: } ويقول : الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين{ (3).

( 165) سئل فضيلة الشيخ: هل يوم الحساب يوم واحد؟

فأجاب قائلاً:يوم الحساب يوم واحد ولكنه يوم مقداره خمسون ألف سنة كما قال الله -تعالى-: } سأل سائل بعذاب واقع . للكافرين ليس له دافع . من الله ذي المعارج . تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة {(1)أي إن هذا العذاب يقع للكافرين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال: "ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار وأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه، وجبينه ، وظهره ، كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد" وهذا اليوم الطويل هو يوم عسير على الكافرين كما قال- تعالى –: } وكان يوماً على الكافرين عسيراً{ (2) وقال -تعالى-: }فذلك يومئذ يوم عسير.على الكافرين غير يسير{ (3) ومفهوم هاتين الآيتين أنه على المؤمن يسير وهو كذلك ، فهذا اليوم الطويل بما فيه من الأهوال والأشياء العظيمة ييسره الله –تعالى – على المؤمن ، ويكون عسيراً على الكافر. وأسأل الله – تعالى – أن يجعلني وإخواني المسلمين ممن يسره الله عليهم يوم القيامة.

والتفكير والتعمق في مثل هذه الأمور الغيبية هو من التنطع الذي قال النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فيه : "هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون " . ووظيفة الإنسان في هذه الأمور الغيبية التسليم وأخذ الأمور على ظاهر معناها دون أن يتعمق أو يحاول القياس بينها وبين الأمور في الدنيا ، فإن أمور الآخرة ليست كأمور الدنيا ، وإن كانت تشبهها في أصل المعنى وتشاركها في ذلك ، لكن بينهما فرق عظيم ، وأضرب لك مثلاً بما ذكره الله – سبحانه وتعالى – في الجنة من النخل ، والرمان ، والفاكهة ، ولحم الطير ، والعسل والماء واللبن ، والخمر وما أشبه ذلك مع قوله – عز وجل -: } فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون{ (1) وقوله في الحديث القدسي : "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" فهذه الأسماء التي لها مسميات بها في هذه الدنيا لا تعني أن المسمى كالمسمى وإن اشتركا في الاسم وفي أصل المعنى ، فكل الأمور الغيبية التي تشارك ما يشاهد في الدنيا في أصل المعنى لا تكون مماثلة له في الحقيقة ، فينبغي للإنسان أن ينتبه لهذه القاعدة وأن يأخذ أمور الغيب بالتسليم على ما يقتضيه ظاهرها من المعنى وألا يحاول شيئاً وراء ذلك.

ولهذا لما سئل الإمام مالك - رحمه الله –عن قول الله تعالى - : }الرحمن على العرش استوى{ (2)كيف استوى ؟ أطرق –رحمه الله-برأسه حتى علاه الرحضاء – أي العرق –وصار يتصبب عرقاً وذلك لعظم السؤال في نفسه ثم رفع رأسه وقال قولته الشهيرة التي كانت ميزاناً لجميع ما وصف الله به نفسه – رحمه الله -: "الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة" أ هـ .

فالسؤال المتعمق في مثل هذه الأمور بدعة لأن الصحابة –رضي الله عنهم- وهم أشد منا حرصاً على العلم وعلى الخير لم يسألوا النبي ، صلى الله عليه وسلم مثل هذه الأسئلة وكفى بهم قدوة، وما قلته الآن بالنسبة لليوم الآخر يجرى بالنسبة لصفات الله –عز وجل – التي وصف بها نفسه من العلم ، والقدرة ، والسمع ، والبصر ، والكلام وغير ذلك فإن مسميات هذه الألفاظ بالنسبة إلى الله – عز وجل – لا يماثلها شيء مما يشاركها في هذا الاسم بالنسبة للإنسان ، فكل صفة فإنها تابعة لموصوفها فكما أن الله - سبحانه وتعالى – لا مثيل له في ذاته فلا مثيل له في صفاته.

وخلاصة الجواب: أن اليوم الآخر يوم واحد وأنه عسير على الكافرين ويسير على المؤمنين، وأن ما ورد فيه من أنواع الثواب والعقاب أمر لا يدرك كنهه في هذه الحياة الدنيا وإن كان أصل المعنى فيه معلوماً لنا في هذه الحياة الدنيا.

(166) سئل الشيخ : كيف نجمع بين قول الله – تعالى-:} وأما من أوتي كتابه بشماله{ (1) وقوله : } وأما من أوتي كتابه وراء ظهره{ (2)؟

فأجاب قائلاً: : الجمع بينهما أن يقال :: يأخذه بشماله لكن تخلع الشمال إلى الخلف من وراء ظهره ، والجزاء من جنس العمل فكما أن هذا الرجل جعل كتاب الله وراء ظهره ، أعطي كتابه يوم القيامة من وراء ظهره جزاءً وفاقاً.

(167) وسئل فضيلة الشيخ –جزاه الله خيراً – : كيف نجمع بين القول القاضي بأن الذي يوزن يوم القيامة هو العمل وقول النبي صلى الله عليه وسلم، عندما انكشفت ساق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "والله إنها لأثقل في الميزان من جبل أحد"؟

فأجاب قائلاً : الجواب على هذا أن يقال : إما أن يكون هذا خاصاً بعبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- ، أو يقال :إن بعض الناس يوزن عمله وبعض الناس يوزن بدنه ، أو يقال: إن الإنسان إذا وزن فإنما يثقل ويرجح بحسب عمله والله أعلم.



يتتبع على رغبة المشاهدين
الاطيوش
الاطيوش

عدد المساهمات : 215
نقاط : 28302
تاريخ التسجيل : 08/11/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموعة فتاوي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله فى الدنيا والاخرة 5 Empty مشكور لهذا الموضوع المرجعي لهذا العلامة الحق

مُساهمة  دنيا دينا الأربعاء نوفمبر 12, 2008 1:34 am

جزاك الله خيرا على هذا الكم الهائل من الدرر والذى اتمنى من الجميع وضعة في المفضلة للعودة اليه لك الف شكر
دنيا دينا
دنيا دينا

عدد المساهمات : 254
نقاط : 28464
تاريخ التسجيل : 05/11/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموعة فتاوي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله فى الدنيا والاخرة 5 Empty رد: مجموعة فتاوي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله فى الدنيا والاخرة 5

مُساهمة  ahlawy الثلاثاء نوفمبر 25, 2008 12:31 am

لا أدري ماذا أقول و لكن تتحدثون عن يوم القيامة و كأنكم رأيتموه .. ألم تقولوا أن هذه غيبيات لا يسأل عنها أحد .. بالله كفاكم هذا الحديث و خذوا كتاب الله كما جاءكم ..فى سورة (النازعات 42-46) فقد أدلى القرآن بحديث طويل يوضح أنها من أختصاص الله وحده قال فيه موجها الحديث لمحمد صلى الله عليه وسلم : "يسألونك عن الساعة ، إيان مرساها ، فيم أنت من ذكراها ، إلى ربك منتهاها ، إنما أنت منذر من يخشاها ، كأنهم يوم يرونها ، لم يلبثوا إلا عشية وضحاها".
ahlawy
ahlawy

عدد المساهمات : 2006
نقاط : 29952
تاريخ التسجيل : 17/11/2008
العمر : 50
الموقع : home

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموعة فتاوي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله فى الدنيا والاخرة 5 Empty رد: مجموعة فتاوي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله فى الدنيا والاخرة 5

مُساهمة  ahlawy الثلاثاء نوفمبر 25, 2008 12:32 am

لا أدري ماذا أقول و لكن تتحدثون عن يوم القيامة و كأنكم رأيتموه .. ألم تقولوا أن هذه غيبيات لا يسأل عنها أحد .. بالله كفاكم هذا الحديث و خذوا كتاب الله كما جاءكم ..فى سورة (النازعات 42-46) فقد أدلى القرآن بحديث طويل يوضح أنها من أختصاص الله وحده قال فيه موجها الحديث لمحمد صلى الله عليه وسلم : "يسألونك عن الساعة ، إيان مرساها ، فيم أنت من ذكراها ، إلى ربك منتهاها ، إنما أنت منذر من يخشاها ، كأنهم يوم يرونها ، لم يلبثوا إلا عشية وضحاها".
ahlawy
ahlawy

عدد المساهمات : 2006
نقاط : 29952
تاريخ التسجيل : 17/11/2008
العمر : 50
الموقع : home

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مجموعة فتاوي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله فى الدنيا والاخرة 5 Empty رد: مجموعة فتاوي للشيخ ابن عثيمين رحمه الله فى الدنيا والاخرة 5

مُساهمة  mafia girl الثلاثاء نوفمبر 25, 2008 12:49 am

بارك الله فيك وفي المشاركات ذو الفائده والاهميه .. جزاك الله الف خير ...
mafia girl
mafia girl

عدد المساهمات : 5054
نقاط : 31910
تاريخ التسجيل : 05/11/2008
العمر : 39
الموقع : هنا في التركينة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى