أعجبني ولم يعجبني ...

اعجبني ان لدي كل ليبي
القدرة علي علاج مريضه خارج البلاد وحتي في حالات
عدم القدرة فان الرابطة الاجتماعية التي يمتاز بها
المجتمع الليبي كفيلة بان توفر القدرة .

ولم يعجبني ان كل الليبيين
قد فقدو الثقة في العلاج داخل البلاد حتي المسؤولين منهم
وخاصة مسؤولي قطاع الصحة
قد دابو نفس داب المواطن العادي وهم ايضا فقدوا الثقة
بالنظام الصحي الليبي

اعجبني سهولة ويسر
التنقل علي الحدود الليبية لكل الليبين ومتي شاؤوا
ولم يعجبني أن
الحدود الليبية تعمل فقط في إتجاه واحد وهو خروج
الليبيين المليئة جيوبهم واستقبال هؤلاء الليبيين بعد
أن يفرغوا تلك الجيوب ، وهوبالطبع لا يخدم البلاد
بالمرة كما انه يضع علامة استفهام كبيرة تطرح
سؤالاً طالما سأله الليبيون وغير الليبيين وهو لماذا يشاقي
المواطن الليبي كل هذا الشقاء في سبيل الحصول على
خدمة صحية جيدة وإلى متى ؟

اعجبني عندما
تجتازت الحدود الليبية وتدخل ارض الدولة المجاورة
ان التنمية في بلادنا في وضع احسن بكثيرمما هي عليه
في تلك الدولة وانها تسير بخطي متسارعة جدا وان حال
المواطن الليبي الاقتصادية هي افضل بكثير من مثيلتها هناك.

ولم يعجبني
منظر الليبيين المصطفين امام المصحات في تلك الدولة
كأنهم امام مرفق من المرافق العامة في ليبيا وانك بالكاد تجد
مواطنا من تلك الدولة يشاركهم ذلك الاصطفاف.

اعجبني عندما
رايت ان النظام الصحي عندنا لا يختلف عن نظامهم الصحي
بالمرة واننا انتظرنا ساعتان او اكثر ليأتي
الينا الطبيب المختص,
وهذا الوقت يفوق ما يجب عليك انتظاره في اي مستشفي
ليبي عام ,فضلا عن عيادة خاصة.

ولم يعجبني عندما
صاح الطبيب في تلك العيادة علي مريض ليبي
وقال له:
يجب ان تتقيد بالعلاج انت لست في ليبيا هنا النظام نظام.

اعجبني ان كل
الليبيين الذين تحدثت معهم قد أبدو امتعاظهم من معاملة
مقدمي الخدمات الصحية في تلك البلد وأبدوا ندمهم
علي قدومهم اليها وما زاد اعجابي قولوهم جميعا
وبلا استثناء ان ما قاله لهم اطباء تلك الدولة نفسه قد قاله
هنا الاطباء الليبيين

ولم يعجبني ان
الضغط الاجتماعي الذي مورس من قبل
الاقارب والمعارف والاصدقاء
والذي عمل علي اقناعهم بضرورة السفر وتجربة هذا الخيار
كان السبب الاول والاخير في اقدامهم علي تلك الخطوة

اعجبني ان ما
حدث معي كان نفس ما حدث مع معظم الليبين وان ما
قاله الاطباء هناك هو نفس ما قاله الاطباء هنا

ولم يعجبني اني
قد سافرت الي تلك البلد ايضا تحت ضغوط من
الاقارب والمعارف والاصدقاء
وان هذا السيناريو قد تكرر معي ايضا وانه ربما سيتكرر
مع كثيرين غيري

اعجبني ان
الثقة في الخدمات الصحية في ليبيا بدأت تعود من جديد
على الرغم من بطئها .

ولم يعجبني ان
هناك من لا يزال يعمل علي تدمير تلك الثقة وما زاد من
عدم اعجابي انه احد مدراء المستشفيات الكبيرة في ليبيا
وانه يتشدق في كل فرصة يحصل عليها مادحا النظام
الصحي الليبي وانه بمجرد ان اصابته وعكة صحية سارع
في استئجار طائرة سريعة ليتلقي علاجه خارج البلاد

واعجبني ان رمز
هذه الامة وقائدها نسال الله ان يحفظه, عندما احتاج
للخدمات الصحية فانه ضرب مثلا
للراعي المسؤول عن رعيته وجاهر بثقته في نظام الصحة
الليبي وابي ان يفكر باستعمال غير الليبيين
في ذلك وهو الذي تهيأت له كل الأرض
وتنافست كل البشر في سبيل تقديم الخدمة له .

ولم يعجبني اني
عندما وصلت الحدود الليبية فتشت جيبي التي كانت مليئة
فوجدتها فارغة.

تحياتي